کد مطلب:239611
شنبه 1 فروردين 1394
آمار بازدید:141
و أما نصب ابن شلکة
لقد رضی العباسیون بابن شكلة حاكما علیهم، مع علمهم بانحرافه عن علی، و نصبه، بل لعل هذا هو أحد المرجحات لاختیارهم له ..
و یكفی دلالة علی انحرافه عن علی (ع)، و ولده ما تقدم : من أن المأمون كان یظهر التشیع، و ابن شكلة یظهر التسنن [1] ، و أنه عیر المأمون بتشیعه فقال :
اذا الشیعی جمجم فی مقال
فسرك أن یبوح بذات نفسه
فصل علی النبی و صاحبیه
وزیریه و جاریه برمسه
و غیره المأمون بنصبه، فقال :
اذا المرجی سرك أن تراه
یموت لحینه من قبل موته
فجدد عنده ذكری علی
وصل علی النبی و أهل بیته
و قال ابراهیم هذا مرة للمأمون : ان علیا لیس من البلاغة فی شی ء ؛
[ صفحه 384]
حیث انه رآه منامه، فسأله مسألة ؛ فقال له الامام (ع) : « سلاما سلاما» ... فعندما أفهمه المأمون : أنه (ع) یشیر بذلك الی قوله تعالی : « و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما» خجل، و ندم علی اخباره المأمون بما كان [2] .
و عن صلاح الدین الصفدی فی شرح الجمهوریة : أنه لما مات ابراهیم ابن المهدی سأل الواثق عن وصیته ؛ فوجده قد أمر بمال عظیم : أن یفرق علی أولاد الصحابة، الا أولاد علی (ع) ؛ فقال الواثق : « و الله، لولا اطاعة أمیرالمؤمنین لما وقفت علیه ، و لا انتظرت دفنه» ، ثم انصرف الواثق و هو یقول : « منحرف عن شرفه، و خیر أهله؛ و الله، لقد أدلیته فی قبره كافرا . » [3] .
الی غیر ذلك من الدلائل و الشواهد التی یطول بذكرها المقام ..
[1] استعمال المسعودي لكلمة «التسنن» هنا يفند ما ادعاه أحمد أمين المصري : من أنه هو المصطنع لهذه الكلمة، و أول من استعملها .. و الظاهر أنه قرأها فيه أو في النجوم الزاهرة، أو وفيات الأعيان ترجمة علي بن الجهم أو غيرها .. ثم نسي.
[2] مناقب ابن شهرآشوب ج 3 ص 271، و نزهة الجليس ج 1 ص 404.
[3] نزهة الجليس ج 1 ص 404.